رأى هذا الموكب المهيب وهو يخرج يوم عاشوراء ، أو في أربعينية سيد الشهداء(عليه السّلام) في المسير من حرم أبي الفضل العباس (عليه السّلام) إلى حرم أخيه الحسين (عليه السّلام) , يلحظ بأنّ ما وراء هذه الهرولة الزاكية الشريفة حكاية تأريخية مشهورة عريقة برزت بعد استشهاد أبيِّ الضيم (عليه السّلام) , وسوف أنقلها لك بنوع من الإسهاب والتفصيل :
ينطلق ما يعرف بـ (عزاء طويريج) بمصاب سيد الشهداء (عليه السّلام) ظهر العاشر من المحرّم بعد صلاة الظهر من منطقة ( طويريج ) , وهم يهتفون : (أبد والله ما ننسى حسينا) و (وا حسين) , وما إليه من الشعارات الحسينيّة والهتافات الولائية ، إلى أن يصلوا إلى حرم سيد الشهداء (عليه السّلام) , ومنه إلى حرم العباس بن علي (عليهما السّلام) , ومنه إلى المخيّم الحسيني .
لهذا العزاء تاريخ طويل ومشاركة كبيرة من الموالين والمحبّين للإمام (عليه السّلام) ، وهو عزاء جماهيري يُشارك فيه أعداد كبيرة من عشّاق الإمام وهم يندبون لمقتل الإمام السبط ، مهرولين إلى الصحن الشريف للإمام , لاطمين الصدور والرؤوس , منادين : يا حسين ! يا حسين ! يا حسين ! هذا النداء الخالد ما خلدت الدنيا .
ويروى في إحدى السنوات كان المرحوم العلاّمة السيد مهدي بحر العلوم قد ذهب يوم العاشر من محرّم إلى مدينة كربلاء المقدّسة بصحبة عدد من طلبته وخواصه ، فوقف على مشارف المدينة لاستقبال الموكب الحسيني القادم من مدينة ( طويريج ) التي يفصلها عن كربلاء حوالي أربعة فراسخ ، حيث يعدّ هذا الموكب من أشهر المواكب وأكثرها حرارة إلى درجة أنّ نمطاً من أنماط العزاء الحسيني ما زال مشتهراً باسم ( عزاء طويريج ) ؛ نسبة إلى هذه المدينة التي كان يخرج منها مئات الألوف من الرجال والنساء والأطفال وهم يبكون ويندبون ويلطمون على سيد الشهداء (صلوات الله وسلامه عليه) .
والرجال منهم كانوا يسيرون حفاة الإقدام ، حاسري الرؤؤس ، وهم يلطمون أنفسهم بقوّة وحرارة على وقع المراثي كالمفجوعين توّاً ، ممّا يزيد الأسى واللوعة بمصاب سيد الشهداء ، وتتحوّل مدينة كربلاء المقدّسة إلى حالة من الحزن والأسى في كلّ أرجائها من وقع هذا الموكب وصداه .
وعندما اقترب الموكب إلى حيث كان يقف السيد مهدي بحر العلوم تفاجأ الذين من حوله بقيامه فجأة بإلقاء عمامته , وخلع قميصه , وقد انفجر من شدّة البكاء وغاص في وسط الموكب بين الجماهير ، وهو يلطم بشدّة وقوّة , وهو ينادي ويصيح : وا حسيناه ! وا حسيناه !
وقد تعجّب هؤلاء الذين كانوا من المقرّبين إلى السيد من قيامه بهذا التصرّف بغتة ، بينما هو لم يعهد عنه مثل ذلك أبداً . وما كان من هؤلاء من سبيل سوى أن يدخلوا مع السيد في الموكب ، فأحاطوا به من كلّ جانب ؛ خشية أن يصيبه مكروه ، أو يُداس بالأقدام وسط أمواج هذا الموكب المهرول الكبير .
وطوال تلك الفترة رأى هؤلاء من السيد بحر العلوم ما زاد من تعجّبهم ودهشتهم ، إذ وجدوه في حالة لم يروها من قبل منه ؛ فقد كان يضرب نفسه بقوّة وشدّة وجزع , وهو يبكي ويصيح بأعلى صوته من دون أن يشعر بما حوله ، وكان حقّاً كالذي فقد عزيزاً الساعة .
وانتظر هؤلاء انتهاء الموكب والدهشة قد ملأت عقولهم ، وبعد انتهاء مراسم العزاء وانفضاض الجميع ، عاد السيد بحر العلوم إلى حالته الطبيعية ، ولكنّه كان شاحب الوجه , منخرّ القوى ، ولم يكن يقوى على النهوض , فسأله المحيطون به منكرين : سيدنا , ماذا جرى لكم حتّى دخلتم هكذا فجأة ومن دون اختيار في موكب عزاء طويريج كأحدهم ؟!
فنظر إليهم السيد وانهمرت دموعه على خديه وقال : لا تلوموني , ولا ينبغي لكم أن تلوموا أحداً من العلماء إذا ما قام بذلك ؛ فإنّني ما إن اقترب منّي الموكب حتّى رأيت مولاي صاحب الأمر (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) حاسر الرأس , حافي القدمين , وهو يلطم ويبكي مع اللاطمين الباكين ، فلم احتمل المنظر , ودخلت في الموكب ألطم صدري مع الإمام سلام الله عليه .
وعزاء طويريج يبدأ بالمسير انطلاقاً من مدينة طويريج الواقعة على بعد 20 كيلو متراً عن كربلاء , حيث يتوجّه المشاركون فيه إلى هذه المدينة سيراً على الأقدام ليصلوا قبل الظهر على مشارف المدينة ؛ حيث تُقام صلاة الظهر هناك لينطلق الموكب إلى داخل المدينة المقدّسة .
وتولّى علماء دين من آل القزويني ، ووجهاء مدينة طويريج من آل عنبر ، وعشائر بني حسن ، وآل فتلة , والدعوم ، الإشراف والإنفاق بمساعدة أهالي هذه المدينة على (ركضة طويريج) التي تنطلق لتبدأ بعدها مراسيم (الركضة) في العاشر من الشهر ، وهو موكب عزاء يشارك فيه مئات الآلاف في كلّ عام .
ينطلق ما يعرف بـ (عزاء طويريج) بمصاب سيد الشهداء (عليه السّلام) ظهر العاشر من المحرّم بعد صلاة الظهر من منطقة ( طويريج ) , وهم يهتفون : (أبد والله ما ننسى حسينا) و (وا حسين) , وما إليه من الشعارات الحسينيّة والهتافات الولائية ، إلى أن يصلوا إلى حرم سيد الشهداء (عليه السّلام) , ومنه إلى حرم العباس بن علي (عليهما السّلام) , ومنه إلى المخيّم الحسيني .
لهذا العزاء تاريخ طويل ومشاركة كبيرة من الموالين والمحبّين للإمام (عليه السّلام) ، وهو عزاء جماهيري يُشارك فيه أعداد كبيرة من عشّاق الإمام وهم يندبون لمقتل الإمام السبط ، مهرولين إلى الصحن الشريف للإمام , لاطمين الصدور والرؤوس , منادين : يا حسين ! يا حسين ! يا حسين ! هذا النداء الخالد ما خلدت الدنيا .
ويروى في إحدى السنوات كان المرحوم العلاّمة السيد مهدي بحر العلوم قد ذهب يوم العاشر من محرّم إلى مدينة كربلاء المقدّسة بصحبة عدد من طلبته وخواصه ، فوقف على مشارف المدينة لاستقبال الموكب الحسيني القادم من مدينة ( طويريج ) التي يفصلها عن كربلاء حوالي أربعة فراسخ ، حيث يعدّ هذا الموكب من أشهر المواكب وأكثرها حرارة إلى درجة أنّ نمطاً من أنماط العزاء الحسيني ما زال مشتهراً باسم ( عزاء طويريج ) ؛ نسبة إلى هذه المدينة التي كان يخرج منها مئات الألوف من الرجال والنساء والأطفال وهم يبكون ويندبون ويلطمون على سيد الشهداء (صلوات الله وسلامه عليه) .
والرجال منهم كانوا يسيرون حفاة الإقدام ، حاسري الرؤؤس ، وهم يلطمون أنفسهم بقوّة وحرارة على وقع المراثي كالمفجوعين توّاً ، ممّا يزيد الأسى واللوعة بمصاب سيد الشهداء ، وتتحوّل مدينة كربلاء المقدّسة إلى حالة من الحزن والأسى في كلّ أرجائها من وقع هذا الموكب وصداه .
وعندما اقترب الموكب إلى حيث كان يقف السيد مهدي بحر العلوم تفاجأ الذين من حوله بقيامه فجأة بإلقاء عمامته , وخلع قميصه , وقد انفجر من شدّة البكاء وغاص في وسط الموكب بين الجماهير ، وهو يلطم بشدّة وقوّة , وهو ينادي ويصيح : وا حسيناه ! وا حسيناه !
وقد تعجّب هؤلاء الذين كانوا من المقرّبين إلى السيد من قيامه بهذا التصرّف بغتة ، بينما هو لم يعهد عنه مثل ذلك أبداً . وما كان من هؤلاء من سبيل سوى أن يدخلوا مع السيد في الموكب ، فأحاطوا به من كلّ جانب ؛ خشية أن يصيبه مكروه ، أو يُداس بالأقدام وسط أمواج هذا الموكب المهرول الكبير .
وطوال تلك الفترة رأى هؤلاء من السيد بحر العلوم ما زاد من تعجّبهم ودهشتهم ، إذ وجدوه في حالة لم يروها من قبل منه ؛ فقد كان يضرب نفسه بقوّة وشدّة وجزع , وهو يبكي ويصيح بأعلى صوته من دون أن يشعر بما حوله ، وكان حقّاً كالذي فقد عزيزاً الساعة .
وانتظر هؤلاء انتهاء الموكب والدهشة قد ملأت عقولهم ، وبعد انتهاء مراسم العزاء وانفضاض الجميع ، عاد السيد بحر العلوم إلى حالته الطبيعية ، ولكنّه كان شاحب الوجه , منخرّ القوى ، ولم يكن يقوى على النهوض , فسأله المحيطون به منكرين : سيدنا , ماذا جرى لكم حتّى دخلتم هكذا فجأة ومن دون اختيار في موكب عزاء طويريج كأحدهم ؟!
فنظر إليهم السيد وانهمرت دموعه على خديه وقال : لا تلوموني , ولا ينبغي لكم أن تلوموا أحداً من العلماء إذا ما قام بذلك ؛ فإنّني ما إن اقترب منّي الموكب حتّى رأيت مولاي صاحب الأمر (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) حاسر الرأس , حافي القدمين , وهو يلطم ويبكي مع اللاطمين الباكين ، فلم احتمل المنظر , ودخلت في الموكب ألطم صدري مع الإمام سلام الله عليه .
وعزاء طويريج يبدأ بالمسير انطلاقاً من مدينة طويريج الواقعة على بعد 20 كيلو متراً عن كربلاء , حيث يتوجّه المشاركون فيه إلى هذه المدينة سيراً على الأقدام ليصلوا قبل الظهر على مشارف المدينة ؛ حيث تُقام صلاة الظهر هناك لينطلق الموكب إلى داخل المدينة المقدّسة .
وتولّى علماء دين من آل القزويني ، ووجهاء مدينة طويريج من آل عنبر ، وعشائر بني حسن ، وآل فتلة , والدعوم ، الإشراف والإنفاق بمساعدة أهالي هذه المدينة على (ركضة طويريج) التي تنطلق لتبدأ بعدها مراسيم (الركضة) في العاشر من الشهر ، وهو موكب عزاء يشارك فيه مئات الآلاف في كلّ عام .